السبت، فبراير 14، 2009

الفصل السابع من القلب المفقود

نظر ضياء إلى سارة بكل تعجب من نافذة الغرفة, ثم أعاد نظره إلى هاله وعمر, ليرى أن معهم سارة أخرى , تعجب ضياء من المشهد, وفجأة بدأت معالم الغرفه تتغير , لتختفي الاسرة والمقاعد, وكل شيء, تسمر ضياء في مكانه , وتحولت الغرفه إلى مكان آخر, يشبه كثيرا ما يراه في أفلام العصور الوسطى, فراش معدني في منتصف الغرفه , مهتريء ومغطى بشبك العنكبوت, ومنضده تحمل مزهرية بيضاء اللون, ولكن تحولت إلى اللون البني بفعل الزمن, ومجموعه من اللوحات الفنية التي تشبه إلى حد كبير ما يراه في المتاحف الفنية, ولكن الكتاب الذي يحمل اسمه لم يحدث له شيء.
بدأ ضياء يستوعب الموقف ويجمع قطع الأحجية, فليس كل ما في القصر حقيقي, ولا يجب عليه ان يؤمن بكل شيء تراه عيناه, وفجأة ظهر نورس ضخم الحجم , يكاد أن يضيء من شده بياضه, منقاره ساطع كالذهب, ليدخل من النافذة المكسورة ويستقر شامخا على أرضية الغرفه.
نظر إليه ضياء بتعجب شديد وقال له:
ضياء: انت مين؟؟
النورس: أنا رساله سافرت كتير عشان توصلك.
ضياء: رساله..... طب من مين؟
النورس: من أعز حبيب ليك, من أمك!!
ضياء: من ماما!!! طب وايه هي الرساله؟ أنا مش فاهم حاجه!!!
النورس: أنا دعاء الأم جاي أطلعك من المأزق ده.
صمت ضياء لوهلة, وبدأ يحل لغزا آخر, فكل شيء في القصر له مدلول, وله غايه, ويجب أن يتجسد في هيئة معينه, ولكن من الغراب اذا؟ ومن هي سارة الأخرى؟ ولماذا تمتلأ حديقة القصر بالأغاني والبهجه الآن؟ومنذ قليل كانت مليئة بالصراعات؟وما هذه المتاهه؟ وهنا قرر ضياء أن يحل لغز هذا القصر مهما كلفه الأمر.
ضياء: يعني انت ممكن تعملي كل اللي أطلبه منك؟
النورس: لا مش كل اللي تطلبه منك, أنا اللي هاجيلك لما الاقيك في مشكلة زي دلوقتي.
ضياء:طيب انت ناوي تعمللي ايه دلوقتي.
النورس: اركب على ضهري نطلع من الاوضه دي الاول.
يركب ضياء على ظهر النورس,ويحمل معه ذاك الكتاب الغريب ويثبت نفسه جيدا, ليفرد النورس جناحه ويطير به خارجا من تلك الغرفة العجيبه, وويتبادل كلا من ضياء وسارة نظرات التعجب, فهمة تفاجئ من موقفها , وهي متفاجأة بما يحدث الآن.
النورس: إيه رأيك أنزلك عند ساره.
ضياء:سارة مين فيهم!! لا خلينا نروح عند المتاهه, هما محتاجينني هناك, وبعدين سارة دي مبسوطة ومش عارف هي بتفكر في ايه؟!
يطير النورس بضياء إلى المتاهة, وما أن دخلاهي حتى بدأت الغربان تهجم عليهم من كل مكان, ولكنهما يقاومونهم بكل ما اوتيا بقوة, ولكن الكثره كالعاده غلبت الشجاعه, فسقط النورس وضياء بقوة شديده.
من قوة الصدمة تزحزت الصخرة مسافة كبيرة, وسقط عمر وهاله وسارة , ثم يقوم ضياء بصعوبة من على الأرض, متألما من الجراح التي تملأ جسده اثر احتكاكه مع الغربان, ليرى أن النورس يختفي من جانبه, لم يكترث كثيرا للنورس لأنه يعمل ان مهمته الآن انتهت, ولكنه توجه مسرعا إلى عمر وهاله.
ضياء:ايه الاخبار يا عمر؟
عمر: مش عارف بس شكلكوا لما وقعتوا حركتوا الصخره.
هاله: ايه ده ؟ بصوا كده مكان الصخرة في ايه!!
تحرك كلا من عمر وضياء وهاله إلى الصخرة ليجدوا كتابين جديدين, يشبهان كثيرا كتابي ضياء وسارة, ولكن كتب هذه المره على أحدهما هالة و على الآخر عمر, فأسرع كلا منهما ليحملا كتابيهما.
نظر ضياء بابتسامة عميقة إلى عمر وهالة اللذين ملأ التعجب وجهيهما.
ضياء: ما تقلقوش يا جماعه, أنا كمان معايا واحد.
هالة:انت كمان, احنا شفنا كتاب ساره, بس كان أكبر من كده وكان شكله بيتغير كل شوية.
نظر ضياء إلى سارة وطلب منها أن تأتيه بكتابها, ولكنها ظلت صامتة وتبتسم ابتسامة خبيثه, وكأنها تعلم ما يفكر فيه ضياء, فأعطت لهم ظهرها واخترقت المتاهه وخرجت منها....ركض عمر وراءها صارخا.
عمر: ساره..... ساره
ضياء: استنى يا عمر مش هترد عليك!
هاله: هو في ايه ؟ أنا مش فاهمه حاجه!
ضياء: دي مش سارة , دي وهم جه منكم انتوا الاتنين عشان تحسوا بالأمان, سارة الحقيقية بره واقفه مع الغراب بتضحك وتغني معاه.
عمر: انت كداب, سارة انت اللي مشيتها, ايه اللي جابك ؟ ايه اللي جابك؟
ضياء: طب تقدر تقوللي كتابها راح فين, الكتاب مع سارة الحقيقية بره في الجنينه, ولو كانت سارة الحقيقية سابتكم ليه؟ تقدر تفهمني
هاله: ضياء عنده حق, وشكله عارف حاجات احنا ما نعرفهاش, وما تنساش انه كان بره المتاهه, واحنا مبحوسين هنا وما نعرفش حاجة.
ضياء: بصوا يا جماعه, القصر ده بيستغل مشاعرنا وأمانينا ويظهرهالنا عشان نحس بالأمان ويغدر بينا, وفي نفس الوقت كل حاجة بتظهر بيبقى ليها معنى ومدلول, ولازم تفرقوا بين الحقيقة والوهم عشان نقدر نطلع من هنا وماحدش يخدعنا.
صمت الجميع لفترة كبيرة, ثم قالت هاله
طب هنعمل ايه دلوقتي؟؟
.................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق